رؤى وأفكارشأن عاممشاركات

عن هوية سورية القادمة – إجابات عن أسئلة ضمن مشروع الحوار السوري

في جولة جديدة لـ مشروع الحوار السوري، وتحت عنوان الهوية السورية، تم طرح ثلاثة أسئلة على 33 شخصية تعتبر من الشخصيات المؤثرة في محيطها المجتمعي في سورية أو خارجها، وكنت من بين هؤلاء الأشخاص حيث كانت الأسئلة على الشكل التالي:

– أين ترغب أن تتجه سوريا بعد سنوات الحرب الدامية:

  • هل عليها ان تستمر بتكريس طاقاتها للمقاومة، أم أن شؤونها الداخلية وسلامها كدولة يجب ان يكون له الأولوية؟”
  • هل النظام العلماني هو الأفضل، أم الدولة الدينية؟
  • وهل عليها البقاء كجزء من المنظومة العربية او التركيز أكثر على خصوصيتها السورية؟

وكانت إجابتي على الأسئلة أعلاه ما يلي :

لا يمكن لسورية أن تتخلى عن دورها بمقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة، لأن هذا الدور هو من رسم طبيعة تحالفات وسياسات سورية الخارجية خلال السنوات الماضية، وهو ما أعطى قرارها السياسي الدور الفاعل إقليمياً في السنوات السابقة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن واحد من أهم أسباب الحرب هو هذا الدور، لكن بعد سنوات الحرب هناك تحديات كبيرة للغاية تتعلق بعملية إعادة الإعمار، وهنا لا أقصد فقط إعادة الإعمار من بنى تحتية وأبنية وطرقات واقتصاد، المجتمع السوري برمته بحاجة لإعادة إحياء متكاملة ما بعد الحرب تتجلى بخطة تنموية شاملة تعمل على رأب الصدع المجتمعي من جهة، وإغلاق الثغرات والمسببات التي ساهمت بتأجيج الحرب من جهة أخرى، وإصلاح المؤسسات إصلاحاً حقيقياً مع ضمان استدامة المصالحات الوطنية والأهلية. وبهذا نؤكد على أن سورية لا يمكن أن تتنازل عن كلا الدورين في المرحلة المقبلة، إنما التوازن بين الدور الإقليمي والشأن الداخلي أمر واجب.

لا يمكن أن نحدد ما هو الأفضل بالنسبة لسورية بين العلمانية والدولة الدينية، سورية التي نعرفها اليوم لم تكن يوماً علمانية بالكامل، ولم تكن يوماً دولة دينية بالكامل، الأمر يتعلق بالتوافق والتوازن بين تيارات ومكونات المجتمع السوري ككل، وبين صياغة عقد اجتماعي توافقي بحيث لا ينتقص من الحق في المواطنة.

وبالنسبة للعروبة والخصوصية السورية، لا يمكن إغفال الدور القومي لسورية، فمعظم أدبيات ونظريات القومية العربية خرجت من سورية، والدور القومي العربي لسورية هو أساسي في مشروعها المقاوم، أيضاً التوازن مطلوب في هذه الحالة، وربما ينبغي على سورية في المستقبل إيجاد صيغ جديدة للعب دورها العروبي بشكل يواكب التطورات والتحديات التي حصلت خلال السنوات الماضية ككل، مع إعادة اكتشاف وتكريس الخصوصية السورية ضمن المحيط العربي.

بإمكانكم متابعة كامل المشاركات للأصدقاء المشاركين بهذه المبادرة من خلال : هذا الرابط

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى